القزم البحري فرس البحر القزم

البيئة





البيئة هي المكان الذي احتضن الإنسان منذ وجوده على سطح الأرض فهي التي سكن أرضها  و اقتات من خيراتها  ارتعب من تقلباتها و عنفها و قوتها.و تمتع بجمالها، وعرف كيف يتكيف معها في كل أحوالها ، و استثمر مواردها 

قلد الأشياء و المخلوقات الموجودة فيها ليبدع ما يساعده على العيش فيها و التكيف معها ، و يبني حضارة و مدنية يرتقي بها عن غيره من المخلوقات.                   
ونحن عندما نتحدث عن البيئة في أحد معانيها نربطها بشكل مباشر بمفهوم الطبيعة 
و هذه الأخيرة قد سجلت مركز اهتمام كبير جدا نلمسه في علاقة الإنسان بها ، تجلى ذلك في الطقوس القديمة ، و بعض التعاليم الدينية القديمة ، و تجلت كذلك في الفنون 
و الأشعار 
و جل الإبداعات الإنسانية. فالطبيعة بجمالها و صفائها و ألوانها قد سحرت العقول و أبهرتها نتيجة لدقتها و بديع صنعها، 
و ذلك كله جعل العقول تتناهى إلى الحقيقة المطلقة ، و هي الخالق الوحيد للكون والوجود ككل الله عز وجل .
فولوج أي عالم من عوالمها : عالم الفلك ، الحيوان ، الجيولوجيا ، الحشرات ، البحار و المحيطات ، الإنسان كل ذلك يبهر، و ينم عن إعجاز ينقلب فيه البصر خاسئا و هو حسير. فالبيئة تمسنا و تمس أي إنسان في كل جانب من جوانب حياتنا، إننا نحيا بهوائها و مائها وغذائها ، 
و نقطن أرضها. لذلك تعد موضوعا جديرا بالاهتمام. بل الأكثر من ذلك إنها جوهر الانشغالات والاهتمامات الإنسانية خاصة اليوم أين نجد البيئة تعاني الخراب والدمار، و التغيرات الخطيرة التي تحاول أن تقضي على كل معالم ، الحياة فيها.     
إن البيئة اليوم تعاني مشكلات مختلفة و خطيرة ، حتى أن كلمة خطيرة لا تفيها حقها لأن الذي يتوقف عند حقيقة هذه المشاكل 
كما يصورها الواقع و يوضحها العلماء، يتبين كم هو مدى هذه الكارثة حقيقي بالفعل، فهو مدى كبير جدا و أقول مرة ثانية ، 
إن هذه المشكلة يعجز اللسان عن وصف كنهها و حقيقتها ، و خطورتها كذلك،إنها تتعلق بالبيئة من كل النواحي ، فالملاحظ 
و المراقب للمشاكل البيئية والأضرار التي لحقت بالبيئة يرصد حجم التغيرات  البيئية ، وتغير معطياتها الطبيعية.   
مشكلة بهذا الشكل و هذا الحجم لابد و أن كل الأنظار تلتفت إليها لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه منها أي ضرورة إيجاد الحلول للمشكلات البيئية ، و محاولة التقليل من أخطارها. إنها بحق مشكلات تستدعي تفكيرا عميقا ، ودراسة متأنية تساعد في وضع الحلول المناسبة لها، والاستراتيجيات الدقيقة لهذا الوضع البيئي المتأزم. 
و لكن مسألة الجدية في التفكير في الخلاص من الأزمة البيئية لا يعني أن الأمر يتوقف عند العالم   
على اعتبار أن مفهوم البيئة مجاله العلم  وأنه يتعلق به وحده ، بل إن أمر هذه المشكلة يخص العالم  والسياسي ، والاقتصادي و الفيلسوف ، إلــخ...، 

و يجب على كل واحد منا في مكانه أن يحسن  التعامل مع البيئة ، و يحافظ عليها .، و لا يستمر في تدميرها، و يقضي على الحياة فيها . 
لأن أمرها يهمنا جميعا شئنا أم أبينا ، و مصيرها بين أيدينا ، خاصة و أن كل أصابع الاتهام توجه إلى الإنسان باعتباره هو صانع المشاكل البيئية وهو مبتكرها ، لأنه متى حل هذا الإنسان ببيئة معينة إلا وأحدث التغيير فيها ، وانتهك حرمتها بقطع أشجارها 
وتلويث برها  وجوها ، واستنزاف خيراتها بصفة هو غير مبال فيها . لذا يجب ألا تتجاوز التأثيرات و التجاوزات البشرية الحالية والمستقبلية قدرة النظام البيئي في المحافظة على توازنه واستقراره، وقدرة كوكب الأرض على البقاء بوصفه كوكبا حيا يعيش عليه الإنسان وغيره من الكائنات الحية.

تعليقات